عنْدمَا أبدعَ هذَا الكونَ ربُّ العالمينَـا
ورأى كلَّ الذى فيه جميلا وثمينـــا
خلقَ الشاعرَ كى يخلقَ للناس ِعيونـَا
تبصرُ الحسنَ وتهواهُ حِرَاكَا وسكونـَا
وزمانًـا ومكانـًا وشخوصًا وشؤونَا
فارتقى الخلقُ وكانوا قبلَه لا يرتقونَـا
واستمرَ الحسُّ فى الدُّنيَا ودامَ الحبُّ فينَا
"إيليا أبو ماضي"
"ربما نريدُ أن نَراهمْ أقربَ إذا حضَروا وربما نريدُ أن نتذكرَهُمْ إذا غَابُوا
لم يدركْنَا النسيانُ بعدُ وإن كنتُ أشكُ في أنَّنَا قَدْ نَنَسى هَذا المكانَ
بيدَ أنَّ للشِّعر ذاكرةٌ أبقَى هنا دفترٌ يجمعُ شعراءَنا غائبَهم وحاضرَهم
وقصيدةً "
ربما يكونُ الصوتُ الضائعُ في الأصواتِ ، خاصةً في هذا الصخبِ ،
هو أكثرُ الأصواتِ حقيقةً وهذا ما يمنحُ الضياعَ القيمةَ
ويمنحُ الهدوءَ الرونقَ
صوتك بعيدٌ ياشاعرُ ولكنَّا متى نرحلُ إليه لا نسمعُ غيرَهُ
وما كنتُ لأسمَع غيرَه
عندما يقف المطر
وأظَلُّ أبْحَثُ في العيونِ الشَّهْدِ
عنْ ذاتي التي بَعْثَرْتُها تَحْتَ المَطَر
وَزرَعْتُها في عَيْنِ كُلِّ مَليحةٍ
وَبَنَيْتُها في كُلِّ ما لا يَسْتَقِرْ
وأَظَلُّ أرْحَلُ خَلْفَ قافِلَةِ الأُنوثَةِ
مُبْحِراً في اللاوُصُولِ يَكَادُ
يَقْتُلُني الضَجَرْ
وأطُوفُ أرْجاءَ الخَيالِ
بِمُهْجَتي وَجَعُ وفي عَيْنَيَّ يَنْتَحِرالسَّهَرْ
وأظلُّ في دوَّامَةِ الأَهْدابِ مُرْتَحِلاً
يَصيحُ الكُحْلُ في قَلْبي
حَذَارِ فإنَّ في صَمْتي
بقايا من هلاكٍ بلْ بقايا من قَدَرْ
إرْحَلْ بِقَلْبِكَ عنْ جَحيمي
إنني في صَمْتِيَ المُلْقي بِذاكِرَةِ النّوارِسِ
قدْ تركتُ الحبّ في ضوْءِ القَمَرْ
إذْهَبْ إليهِ فرُبما يُنبِئْكَ مِثْلي بالخَبَرْ
فَأَلُمُّ أَحْزانَ القَصيدِ علي يَدي
وأَروحُ أبْكي للقمرْ
قال القمرْ :
منْ أنتَ ؟
قُلْتُ : مُسافِرٌ قدْ أدْمَنَتْهُ مَرافئُ المنفي
فجاءَ إليكَ يبْحَثُ عن أميرتهِ التي
في سِرِّ أسْرارِ الحياةِ تقُومُ ليْلَتَها
فَقُصَّ عليَّ منْ أخْبارها نُتَفاً
عساكَ تُهيلُ عنها
ما اسْتَتَرْ
فيُجيبُني بالصَّمْتِ
يا هذا الذي
قدْ دَوَّخَتْهُ مَكاحِلُ الأُنْثي
أفِقْ من رحْلَةِ الأوْهامِ
وانْفُضْ عنْ جَبينِكَ كُلَّ أحْزانِ السَّفَرْ
يا أيها اللا شيءُ كُنْ شَيئاً
وَقُمْ واقْطُفْ حَياتَكَ زهْرَةً
أوْ خَلِّها عُصْفُورَةً فَوْقَ الشَّجَرْ
وأُفيقُ لا أجِدُ القَمَرْ
فَأظَلُّ أبْحَثُ ثُمَّ أبْحَثُ ثمَّ أبحثُ
والعُيونَ الشَّهْدُ
ما زالتْ تُبَعْثِرُ مُهْجَتي تحْتَ المطَرْ
وأروحُ أسْألُ من أكونُ ومن أنا ؟
أأنا المُسافِرُ بينَ أوْهامِ الهوى ؟
أم أنني المَنْفِيُّ ما بيني وبيني ؟
أمْ تُراني مِثْلما قالَ القمَرْ
مَهْما أكونُ فلا يُهِمُّ فإنني
سأظَلُّ أبْحَثُ في العُيونِ الشَّهْدِ عني
رُبما ذاتي تَعُودُ إليَّ يوماً
عِنْدما يَقِفُ المطرْ
أنا لن أكتب رثاءا
قدْ مرَّ عامْ
و اليوم أُقرِِئُهَا أحبكِ..والسلامْ
و أتوهُ فى موتِ الثوانى..أرقبُ العصفورَ يجثو فى السما
يسترحِمُ الغيمَ المهاجر ْ
فلعلَّ قطعانَ النسائم ِإن تراوغْ تحمل ِالسُقيا إليهْ
و أغيبُ فى صمتى أغيبْ
أتحسَّسُ الصُبْحَ المُسَجّى فوق عمرى
والقناديل َالثكالى
والمآقى
عاثَ فيها الدمعُ عاماً..و السهرْ
وأميرَة َالغيب ِالتى نامت ْبصدرى
لستُ أدرى...
أين َخبَّأهَا الترابُ
وكيفَ قهرُ الموتِ وسَّدَها الحجرْ
وغِلالة ًبينى و بينِك ِ..لا أجاوزُها
ولا..يحنو فيُدنينى القدرْ
و عيونُكِ الحيرى تضوعُ..فلا أجيبْ
و أغيبُ فى أمسى أغيبْ
فأراكِ يا دفءَ الفؤاد ِو لا أراكْ
و أذوبُ حرماناً..أموتُ.. فلا يدثِّرُنى صِباكْ
و جبينُك ِالمختال ُيخطِفُ شهقتى
بنبوءة ٍ
صَدَقتْ..و ضلَّلَها المغيبْ
ويظلُّ يلطِمنى الأسى
ويُطلُّ من جفنى حنينْ
ويشبُّ حلمٌ فى الضلوع ِ..يراودُ الموتَ المكابرْ
يا غصَّة ً... بعْدَ الألمْ
العمرُ جسرُ النازحينَ بصوب ِآفاق ِالعدمْ
و اليتمُ منذُ رَحلت ِدارْ..
لِمَ الانتظارْ؟
والفجرُ يهوِِى ِكلَّ يوم ٍ
والليالى..لا تغادرْ
لِمَ الانتظارُ؟
أصابعى.. يبستْ على حدِّ القدرْ
ماعاد يذكُرُنى المطرْ
أو غيثُها تلكَ المحاجرْ
ِلمَ الانتظارُ؟
و وجهُ عام ٍذابَ أوْ قدْ ذُبتُ فيهِ
وكلٌنا وهمٌ مسافرْ
وشحوبُ أوراق ِالخريفِ..يُسِرُّ لى
أن العزاءَ قد انتهى
و تضرُّعُ العصفور ِلمَّا ينتبهْ
لصلاتِه ِالغيمُ المهاجرْ
و يعود ُعامْ
و أظلُّ أقرِئُهَا أحبكِ كلَّ عامْ
وأعودُ أسدِلُ فوقهَا..روحى.. و أقرِئُها السلامْ
"الشاعرُ العاشقُ أو العاشق الشاعر احترتُ فيهِ كثيرا
ولكنَّه يبقى صفةً وموصوفًا وإمَامًا للعشاقِ والشعراءِ هُنا
أستاذي الغالي لي العذرُ إن تعذَّر علىَّ الوصفُ فالموصوفُ شاعرٌ"
طيور الليل
حينَ تنامينَ فتاتِي سأَغادِرْ
فأنَا رجلٌ يِأتي دوماً قبلَ النَّومِ..
ليحكيَ قصَصاً ثمَّ يسافِـرْ
حتَّى لو مَا طَالَ الليلُ..
فصبحُ الغَدِ سَيَكُونُ الآَخِرْ
لاَ تَبْكِي.. أَوْ إِنْ شِئْتِ الصِّدْقَ ـ فَتَاتَي ـ لاَ تَتَبَاكِي
فَأَنَا أَعْلَمُ أَنـِّـي أَبَداً لَنْ أَخْرُجَ عَنْ دَوْرِ الـحَـاكِـي
وَ لِذَا فَحَقِيبَةُ سَفَرِي بِجِوَارِ سَرِيرِكِ.. حَتَّى تُغْمَضَ عَيْنَاكِ
فَإِذَا نِمْتِ.. أَمُدُّ غِطَاءَكِ فَوْقَكِ..
ثُمَّ أَظَلُّ عَلَى الشُّبَّاكِ طِوَالَ اللَّيْلِ لِكَيْ أَحْرُسَكِ..
وَ حَتَّى الفَجْرِ..
وَ حَتَّى مَقْدَمِ أَوَّلِ طَائِرْ
طَـيـْـرٌ عَـابِـر
أَوْ سِرْبُ طُيـُـورٍ لِلدِّفْءِ مُهَاجِـرْ
تَعْرِفُنـِـي كُلُّ طُيُورِ اللَّيـْـلِ.. بِأَيِّ مَكَانٍ..
مِنْ رَائِحَةِ الدَّمْعِ الـمُـتَـصَـاعِـدِ مِنْ جُرْحِي الغَائِـرْ
تَأْتِينـِـي.. لاَ أَسْتَدْعِيهَا.. وَ تَحُطُّ وَ لاَ أَسْتَوْقِفُهَا..
تَعْرِفُ أَنـِّـي كُنْتُ أُؤَدِّي دَوْراً آَخَرْ
تَرْجُونِي أَنْ أَنْـتَـظِـرَ قَـلِـيلاً..
أَنْ أَتَمَهَّلَ.. عَلَّ الأَمْرَ مُغَايِـرْ
وَ أُصِرُّ وَ كَالعَادَةِ أَمْضِي..
فَأَنَا رَجُلٌ يَأْتِي دَوْماً قَبْلَ النَّوْمِ..
لِيَحْكِيَ قِصَصاً ثُمَّ يُسَافِـرْ
هَذِي حَالِي..
هَلاَّ عَرَفْتِ الآَنَ ـ فَتَاتِي ـ..
كَيْفَ تَكُونُ حَيَاةُ الشَّاعِـر
"هي اللسانُ الأنثويُّ المبين ُ ، كما يحبُ أنْ يسميَها صديقِي
وهي فرحةُ المعنى إذِ اكتملَ
وهي الشعرُ يجيئُكَ من كلِ فج ٍعميق ٍ
هي فرحةُ
ليسَ يشابهها فرحٌ"
صبحٌ آخر من سبتمبر
صبحٌ آخرُ من سبتمبرَ
والعذراءُ بكف النور ِ
ونورُ الصبح ِحنينٌ مُرْ
يأتى قبلَ غياب الأمس ِ
وينقب فوقَ فرارى سقفا
يشرع نحو قرارى سيفا
مثلُ الموت ِ
ومثلُ الأرض تراوغُ قدمًا
مثلُ السهم ِالخائن ِغالكَ يومًا عينَ الظُهرْ
قد خانتنى تلك اليمنى
تلك الرخوةُ...طول العمر ْ
يُربى مِلحى كلَّ صباح ٍ
صبحٌ آخرُ من سبتمبرَ
كيف َخسأت ِبذور النار ِأعامٌ آخر
ُ .......لا أتصوَّرُ..!!
قومى
هُبِّى
كونى يا خائنةُ لساناً يُنطِقُ جوفَ الليل ِالأخرس ِ
وارمى يا خائنةُ لهيبا يهتكُ صمتا فوقَ الأسطرِ ِ
كنْ..فيكونُ..وليسَ بأكثرْ
كونى لهبا
كونى ذهبا
كونى يا خائنةُ المنجلَ يحصد عشبَ اليتم ِويحصى
أقسمُ أنَّ عبورك فوقى يا سبتمبرُ
بعدَ المرة ِلن يتكررْ
مثلُ جليد ٍدام سنينَ بقمة رأسى
يسقط دمعى
يكتبُ
يعلنُ أنَّ اليومَ سأولدُ..
رغم غرورِكَ يا سبتمبرْ
خذها
يا من عشتُ أفتشُ فى معبده التائهِ عنِّى
خذها
خذنى
لا تتركنى
إن غيابكَ صبحا آخرَ من سبتمبرَ
قد يردينى
خذنى
خذنى
واغرس قلبكَ بين ضلوعى
واشعل نارا..ولتحرقنى
(حبك ِدامَ بقلبى نارا....)
هذا حديثُك َ..هل تتذكر ْ؟
كنتَ بذاكَ اليوم ِصغيرا
كنتُ صغيره
كنتَ كمنْ يمتلك العالم فى عينين ِ
وكنتُ الخجل الحابى خلف ضفيره
كان حديثا فيه كثيرٌ من أخطاءٍ
..لكنْ صمتى كان الخنجرَ
شقَّ الصدرَ
ورسم هروبى عبداً أبكمْ
كمْ سبتمبرُ مروا..فروا..لا أتذكرْ
كل صباح منهم كان حبيبا
كان رحيلا لم يتأخر
أمضى..أمضى
حتى وإن لم يكن ِالوقتُ بصبح ٍآخرَ من سبتمبرَ
أُلقى الشمسَ بقاع الكون ِ
وأسكنُ كوخا فيه تغافتْ سبعُ عجاف ٍ
..مثلى تكبرُ
أرحلُ..أرحلُ
عند تخوم ِالليل الرابض فى عينيكَ
أزورُ بكل رحيل ٍفجرا
أبحثُ بين خيوط ِاللحظة ِعن ميلاد ٍلم يتسنى
أطعنُ قلبى..ندماً أُقتلُ
أخلعُ عن كتفىَّ الشالَ
وأكوى ظهرى كى أتحررَ
كى أتطهرَّ
كى أتبرأَ َمن خاطئة ٍ..ظلتْ تبحثُ عن غفران ٍ
كلَّ صباح ٍ...فى سبتمبرْ
"أمَّةٌ تكتبُ تاريخَها
وقلب ٌ نابضٌ بالوطنِ الحلم"
فى مُحْدَثَاتِ الذاكرة
الآن يا حمزة..
سافرْتَ فى تكراركَ المعهود
مارسْتَ اصطيادكَ للأملْ
فى رحلةٍ أخرى تروحْ
يا ويح من لايعرفُ الصياد حمزةَ
طِبَّ من ذاق الجروح
الآن يصعد
تاركاً فينا اعتزازَ الظامئين
تاركا أنشودةَ الذكرى
يراها من يرى
ظنها بين المواضعِ جامدة
وتَمُرُّ فى أنفاسنا
مَرَّ السحابْ
تعْرِض التاريخ فى أيامه الأخرى
سؤالا وجوابْ
ها هنا
أذْكُرُ القوسَ المدببَ
فوق كفِّكَ
حين شمَّ القوسُ رائحةَ الإساءَة
فالتقى رأسَ المكابرِ
خطَّ فيها للذى أقذى جزاءَه
هكذا يؤتَى أبو جهل جزاءَه
بين سادات الوَغَى
يرسم الدمُّ القماءةَ فى جبينه
من ذا يسبُّ محمداً
وأنا بدينهْ
هكذا ..
هزَّ الخطابُ الأعمدَة
ونقاطه سدت عيونَ الأوردة
من ذا يسب محمدا وأنا بدينه
يخطو إلينا الآن قولُك
لكن أصداء العبارةِ
خاصمت فيها الحروف بعصرنا
كل المراد..
والكل فينا حين همَّ بنطقها
قال عفوا:
كيف لا تأتى الإساءةُ أحمدا
وأنا بدينه؟!
مِثلى ومثل الجالسين بصحبتى
لا يلتقونَ سوى بحفلٍ للتنكرِ
بين أنصافِ الوجوه
بَسَمَاتُهم
تنبيك بالخطر القريب ِالمنتظرْ
وقلوبهم
تهديك بعضا من سقرْ
ياسيدى
من ذا يسمينا جنودا
حينما
لاح الجميع متابعا
ونتائجٌ للفحص تعلنها
على الأفراد كلٌّ "غير لائقْ"
كانوا هنا
فاستمتعوا بخلاقهم
وبقاؤهم
بالصف ِماحقْ
يا سيدى
أنا لا أندد باغتصابٍ
فأنا الذى ترك المدائن عارية
تمشى كأبخس ِجاريه
متماريه
ياسيدى
أنا لا أنددُ باغتصابٍ
فأنا الذى ترك المدائنَ عاريه
متماريه
ياسيدى
شتان مابين انقطاع القيد نيلا للحياةِ
وأن يُحل لأجل ميعاد المشانق
يا سيدى
يا سيد الشهداء والأسدُ المكرَّمُ
للكريم عليك رضوان الكريم
وما وهبْ
يا سيف أسياف العربْ