"اشتقنا حرفك ياشاعر
فبساطة الحرف ورقة المشاعر يجعلان الشعر كالطيور
صغيرة وبسيطة لكنها أعلى"
أشـتـَـاقُ للشـَّـمـس ِ
أرنــُو إلى القـَمـَـر * في سِـكـَّـةِ السَّــفر ِ
وَحدِي بـِلا صَحْب ٍ
ويـَـمُـرُّ بي عُمري
يـَــمـُــرُّ كـالطـَّـيـفِ * فـَـتــَعُودُني الذكرَى
ويـَخـُـونــُـني دَمعِي
مِـن مُـقـلـَتِي يَجري
صَحْراءُ مِن حَولِي * جـَـرْدَاءُ كـالعـُـمر ِ
قـد عِـشتُ بالأمس ِ
في مُورفِ الشجـَّر ِ
مـَـا زلـــتُ أحتــَارُ * في أمرِ مَن جَاروا
وحـَـطـَّـمُـوا قــَلبي
وضـَـيَّــعُـوا أمْـرِي
قـد كـُنـتُ أهـوَاهُم * أحـيـَا بـِـرُؤيـَـاهُـم
وبـِـخِـنجَرِ الغـَدر ِ
قـد مَزَّقوا صَدرِي
مـَا كانَ في القلب ِ * شئ ٌمِـنَ الـرَّيـب ِ
في أمْـرِ مَن خانـُوا
وآثــَـرُوا قــَـهــرِي
أسـْـرَفتَ في الحُبِّ * فـَـهُـنـْـتَ يَـا قــَلبي
والـكـُــلُّ بـَـاعُــوكَ
بَـخـْـسا ًبـِلا سِعـْر ِ
الـحُــزنُ يـَــمْـلأني * والنـَّـاسُ تـَـسْـألـُـني
عَــن سِـرِّ أحْــزاني
فـأجـِـيبُ .. لا أدْرِي
آثــَـرْتُ تـِـرحَــالي *عَـن عَـالـَم ِالغــَدْر ِ
والظــُّـلم ِوالقــَهْـر ِ
والـزَّيـْـفِ والفــُجْر ِ
أشـتـَــاقُ للشـَّمس ِ * في ظـُلمَة ِاليـَأس
مـُـوَدِّعــَـا ًأمـسِـي
أهـفــُو إلى الفـَجر ِ
سـَـأظـَلُّ في دَرْبي * بَـحثا ًعَن الـحُـــبِّ
بَـحثا ًعَن الإنسان
في غـَـابَةِ البَـشـَر ِ
سـَـأظـَلُّ في دَرْبي
لآخـِــر ِالعـُــمْـــر
"كُنْ مثلَ حرفِكَ جاسِرًا مُتَكَفِنًا
بالموتِ تمَلؤكَ الحياة"
مِلح ُالغريب
بويعتَ غربتَنا
فلمْ بايعتنا؟
جئناك ألفَ صبيحةٍ ونهارِ
أبناءُ جدبِكَ في انتظارِ أميرهم
ويسبحونَ ببردةِ الأسرارِ
يتعلمونَ تلاوةَ الريحانِ
من صفصافِك العشرينَ قافيةٍ
تروضُ مغرياتِ الحلمِ
تقتُلها الكهولةُ
كلما غنَّوا بفصحى الابتكارِ
أبقوكَ سرَّا
مثلما أبقيتَهم سرَّا
بصدرِك تختلي الأوطانُ
بالوهنِ المرادفِ للبطولة
أبناءُ هذا الجدبِ ينتظرونَ أن يجدُوا
رياحَ قميصِك الموصوفِ في ورقِ النبوءة
ماذا تريدُ الآنَ
ما أبقَوا على أبراجِنا طيراً
وما أبقَوا رسولا
ستكونَ مذبحةً لنا
سيكونُ هذا العزفُ من أحبارِنا ذهباً
سيخرجُه اضطرابُ مدينتين
أنت البعيدُ وكلُّنا
رغمَ اقترابِ الشمسِ لسنا مبصرين
ستجيء ألفُ غمامةٍ سوداءَ
ألفُ علامةٍ لمجيئِنا
لكننا رغمَ اتباعِ الخطوِ ساعتَها
نكونُ مكبلين
هو ذلكَ التأخيُر فوقَ جباهِنا
حتى وإن أدركتَه يغتالُنا زهوُ السِّنين
يا كلَّ هذا الموتِ ما أرهقتَنا
سنعودُ قافلةً فلسنا عابرِين
كيف اتباعُ الوردِ للشوكِ الملاحقِ حكمةً
كيف الحقيقةُ كلَّما أزهقتَها
عادتْ تنيُر السائلين
يا كلَّ هذا الموتِ أنتَ قتلتَنا
لكننا في كلِّ مقصلةٍ
سننجبُ أولياءَ ومرسلِين
أنت الغريبُ
ورغمَ هاءِ الضحكِ يقتُلك الأنين
فلمَ تأخرَّ بعثُك المولودِ في دمِنا جنين ؟
ولمَ تريدُ اللهَ أن يؤتيْك معجزةً ؟
أو يرسلونَ إليكَ أصغرَنا ذبيح
كلُّ الذينَ دعوتَهم أبناءُ جدبِكَ
عُذِّبوا مثلَ المسيح
الآنَ باسمِك يقتلونَ قصائدِي
الآنَ باسمِك يقتلونَ الريح
أخشى إذا انتحرَ النهارُ على يديْك
وأُنْسِيَتْ رئتاك طعمَ هوائنِا
أخشى إذا انحشرتْ ثمارُ التوتِ
في فمكَ المملحِ غربةً
جبريلُ هذا الشعرِ
لن يأتيْك في روما
ودماءُ هذا القصرِ
لن ترديْك مكلوما
و الشعرُ إن لم تقترفه بنا
استباحَك عنوةً
نحن اشتهينا جُرحَك
الدموي
إن الجرحَ بادئةُ الكلامِ
فقل دمي لغتي
و قل شعري الملوما
أيا باريسُ لن ننسى
وكيف دموعُنا سالت
وكيف خيولُك انطلقت
وفي أعناقنِا بالت
فكم جُرحت شوارعُنا
وكم أنَّت وكم قالت :
أنا لم أنس هذا الجرح
بل من فرط ما انسالت على أوجاعه لغتي
تداعت
"حينما تشهدُ القصيدةُ على عصر "
أنابولس
أنا "بوليس"
أنا الأمن الذي "لهمُ"
أنا يخشانيَ الألمُ
ويهرب منيَ الهمُّ
أنا القطب الشماليُّ الذي يحيا
بكون ليس فيه جنوب
أنا من سلطن السلطان
أنا من خوّف الشجعان
أنا من بعديَ الطوفان
أنا من غلـّب المغلوب
أنا "إبليس"
أنا المال الذي مع "هم"
أنا الخيط الـ يحرك "هم"
أنا الجيش الـ يدمر "هم"
أنا من حاصر الدنيا
وأغرق جسمها بالضرب حتى مات
أنا فرعون هذا العصر
ولا يعني اسمي غير النصر
وفي الإعراض عني .. خـُسر
أنا أدعو لمؤتمرات
"لأكون معهم ليس أكثر "
قبل أن تبدو
أنتَ الذي لم يكتمل
أو يلتئم إلا لمامًا
لنْ تبلغَ المعنى تمامًا
هو ما تخبئهُ المرايا خلفها
هو ما يخمنه خيالك من تفاصيلٍ مشوهةٍ عن الأشياءْ
هو مايكون به تنفسُك السريعُ ورجفةُ المعنى
غيابٌ حاضرٌ في كلِّ شيئٍ ها
هنا
غيابٌ حاضرٌ في كلِّ شيئٍ
ووصفٌ للقصيدةِ قبلَ أن تبدو
مشاعرُ صخرةٍ سَئِمتْ سكونَ البحرِ في بلدٍ يموتْ
سماءٌ يحتويها الغيمُ في أفقٍ رماديٍ
كداخلكَ المبعثرِ في الرمادِ وفي السكوتْ
فتاةٌ لم تسعها الأرضُ إذ فرحتْ بعاشقها...
خيامُ التوتْ
لقاءُ العرسِ في قلبينٍ مملوءين بالذكرى
وصبرُ العنكبوتْ
توترُ زهرةٍ تُهدى إلى صدرٍ
من الياقوتِ
أولُ قبلةٍ في الحبِّ
وحشةُ يوسفٍ في الجبِّ
غربةُ أولِ الأشياءْ
وجوهٌ سوفَ نألفها
وجوهٌ سوفَ ننساها
وأخرى ما رأيناها ولكنِّا تعلقنا بها سلفا
قصيدةُ أحمدُ الزعترْ
وبيروتُ التي رتقتْ شقوقَ الروحِ والمعنى
أغاني الصمتِ فوقَ فراشِ محمومٍ
حنينُ النازحينَ من المكانِ إلى المكانْ
وخوفُ الأغنياتِ إذا تُذَكِّرنا
بغربتنا عن الأوطانْ
تمردٌ نجمةٍ تخبو
سياجٌ حولَ أزهارٍ
وشكل القمع ِ
مرسومٌ ضروريٌ وخاوٍ
لعنةُ التقويمِ
أنماطُ الكلامْ
ولي نمطٌ بلا نمطٍ
ولي سَخَطٌ بلا صَخَبٍ
ولي أرضٌ بلا نفطٍ ولا إسمنتْ
لجيلٍ سوفَ يولدُ من جليدٍ خالصٍ
صوتٌ منَ الإسفلتِ
لي رئةٌ مِنَ الإيقاعِ
لي دربٌ مِنَ الدهشهْ
ولي سبعونَ أغنيةً لوصفِ الحَبِّ والرمانِ
لي شطآن أغنيتي
ولي ليلى التي ما اختارها أحدٌ
ولي ما سوف تبدوهُ القصيدة إنْ أنا أصبحت ُ
شاعرها وراويها
"ومن الشعراءِ من هم كومضٍ خاطفٌ و مبهرٌ وشحيح"
شجرُ الدهشةِ والانتظار
فى ثرى سجْدتِهِ تنبتُ شهقةْ
تمتمتْ عصفورةٌ بيضاءُ فوْقهْ :
هو سيفٌ
يتعرى كى يرى أو يتذكر ْ
قال :
وقتٌ عندما يأتى ,
لهاثاً تستحيلُ الريحُ
وجوهاً وحروفاً
كلُّ حرفٍ غصنُ ليلٍ
يتدلى منه برقٌ
و أنا ..
قبرى قطيعٌ من غزالاتٍ
و أسراب ُحمامٍ
وقصيدةْ
أيها الليلُ , صديقى
أيها الليلُ
تناهى بيننا أفْقٌ
توحدنا ..
تساقينا رفيفَ الأرقِ
قُيدتْ أجفاننا
فى صخرةٍ لم تخلقِ
أيها الليلُ , صديقى
أيها الليـْ
وتفجؤنى يدٌ تعوى
يدٌ فى شكل أطفالٍ
كجدرانِ المنافى
تحمل ُالتاريخْ
ويفجؤنى جوادٌ أبيضٌ
مشروخ
و يكون المطرُ الرائعُ صوتى
و جوادٌ جامحٌ خطوى
و شمسٌ جسدى
و سؤالٌ موعدى
شجر الزيتونِ فى عينيه موجةْ
تمتمتْ عصفورةٌ مختلجةْ :
هو سيف يتكسرْ
لم يزلْ بين اسمهِ و الماءِ توْهٌ
لغةٌ تمشى إليه وتنامُ
يخرج العشبُ إليه و الغمامُ /
غامضٌ مثل حريقٍ
يفتحُ البابَ علينا
ثم يرمى ثوبنا الشاحبَ عنا
خوفنا
دهشتنا
عنا
ويمضى /
عرقُ الرحمة فى كفيهِ وردةْ
تمتمتْ عصفورةٌ مرْتعدةْ :
أنا لمْ أسمعْهُ لكنْ
تائهاً كان يغنى
" لحِقَها السرب ُأو تركتْهُ
تُغني وحدَها
هي لغتُها ولغتُها لها وحدَها"
سريالية
أزمُّ.. أحيكُ.. أحكُّ.. أهدُّ…. وأقتلعُ ,أفعلُ أفعلُ.. لا أفعل!
أزمُّ اليومَ حدودَ الهمِّ/
أحيكُ اللون الأزرق فوق خيوط اللون الغير صديقٍ لي/
أقتلع بصيرتي العمياءَ/
أحكُّ كروتَ الخوفِ/ أهدُّ سدودَ ترددِ خطوي/
أمنعُ ذاكَ القلبَ اليبدو/
يمرق فكري قربَ صهيلِ القهوةِ/
والحانوتِ اللايملؤه غيرَ الناسِ/يعيدون صياغةَ شكلي/
أنظرُ/ أخجلُ/ أبصر فيهم قلباً يُعصرُ/
أزهدُ/ وأشدُّ على عزمي/
وصعودِ الروحِ لتنزلَ/تنزلَ/
أشفع للأهوالِ لتحدثَ/ تحدثَ/ لا أتحدّثُ/
أبقاني/ أكسِر قرة عين الخوفِ وأبدعُ/
أدعم ُمن ترنو للدنيا/
تغفلُ/ تتعبُ/ تقرعُ أبوابَ الخشبِ الأركيتِّ/
لتهوى/ تهوي/
وتظن المُخرج يمهلها/ لا يفعلُ/
تنتظرُ/ تقتصرُ/
تختصرُ اللوحةَ في الأزرقِ/
ما أبهاه/
لكمْ تكرههُ/
وتعيد صياغةَ لوحتِها/
لوحتُها هي/ لوحتُها/ تُصنع من أشياءَ جديدة/
لم تألفْها/ لا ألوان هناكَ/
ستعيد البثَّ على أنغامِ الشعبِ البائسِ/
ذي المقهورِ المحرومِ المتعةَ/
والرحلاتِ الصيفيةِ/ والماشروم/
أطباق المشوياتِ/
ومساكن خُصَّتْ للأعراف وأهل الذمة/
تحقيقاً للحق/ لا لشبيبة أرضٍ تنحر فيه بنيها/
وسؤالٌ لا يمتدّ بحالٍ للإطلاق/
“هل هي منهم؟”/ستعيد البثَّ على دمعتها/
والمضغةَ في جنبِ الجسد تذكِّرها/
كي تصنع نغماً أنقى/ سوفَ تغنِّي/
وتعيدُ صياغةَ بُعداً آخر للعالمِ/
فيهِ/ ستبدو النجمةُ/ ساطعةً/
الشمس حريقٌ في الركنِ/ تضادٌ/ في لوحتِها/
في لوحتِها/ ليس تضاداً/
هي تصنع ما يحلو/ يحلو/
وتحيدُ عن الموضوعيةِ/
فلتصنع هي ما يحلو/
يحلو/ ولتبنِ الزرعَ/
وتحصد أكُل البحر الواسعِ/
لو شاءتْ/ وتعيدُ السبْق لفرْحٍ/
برَّأَ منها نفسَه/ وتلملمُ بقع عصير الفاكهةِ الطفلة/
والمسكوبِ على لحظتِها/
لحظتَها/ تشتاق عنايتها للزهرِ/
القطِ/ الورقِ الأصفر/ والفنجال الأبِ/
والموكيتِّ البنيِّ اللا تهواهُ/
تعيد غسيل الحائط/
مثل مساء العيدِ/
ورائحةُ الصابون تعيد الذكرى/
صاحبةً /وحبيباً /ومراهقةً لعنتها/
وأبَتْها/ عمراً لم تتعرف فيه ملامحَها/
وملاحَتها/ تنسجُ في لوحتِها قلباً من أضلاعٍ خمسٍ /
أسنانٌ فيه/ فتنهجُ/ كي تنساهُ/
وتنهجُ/ تنهجُ/ ترنو للقلب المرسوم بقلب اللوحة/
تطوي الورقة/
والقلبَ/
الأسنانَ/
الشمسَ/
النجمَ/
هيَ/ تطويَها
.. لوحتُها// لوحتُها تطويها!