((بذور الشقاء))
تحكي قصتي عن واقع مُر،عانته جارتي البالغة من العمر48 عاماً من الشقاء
عاشت هذه الجارة حياة الشقاء بأدق تفاصيلها ،ومعاناة زاد إطراقها لعالمنا هذه الايام.
جارتي هذه تزوجت في سن متأخرة بالنسبة للبنت الخليجية بشكل خاص،
حيث تزوجت وهي في سن 28 عاماً.
وللأسف تزوجت من شخص غير مناسب لها ، و لأنها عانت الأمرين وهي في وحدتها القاتلة بين أربعة جدران في بيت أهلها الخاوي إلا منها.
فهي يتيمة الأم منذ سن السابعة عشرة ،ويتيمة الأب منذ سن الخامسة والعشرون،
عانت كل أنواع البؤس والشقاء، وأفواه الناس تلوك سمعتها، وهي لا زالت في محراب طهرها لا تغادره إلا في ساعات النهار المبكرة لزيادة الجيران ،بعد أن عانت جميع أنواع الخوف والرعب في ليلتها.
إستمرت معاناتها الى أن أصبحت بعمر 28 سنة ، وتقدم لها رجل لا يسمى رجلاً وأستغفر الله
فهو شبه رجل أعاذنا الله من اشكاله.
تقدم لها ووافق عليه إخوتها لأنه لم يتقدم لها قبله أي رجل ،
وانتصالاً من المسئولية لدى إخوتها ،زوجوها منه بمهر يبلغ 500 دينار بحريني فقط.
مر عام على زواجها ونبت في أحشائها بذرة شقاء اولى
أنجبت طفلة جميلة جداً ... وبعد إنجابها لها ،إطمئن ذاك المتشرذم المسمى زوجها في ان يتنصل من مسئوليتة ويتركها لوحدها في غرفة يتيمة إستاجرها لها في إحدى الاحياء القريبة من بيت والدها
حيث ان اخوتها بعد ان زوجوها باعوا بيت أهلها
عاشت عاماً من الشقاء بعد ان غادر زوجها البلاد ساعياً وراء ملذاته وسكره فهو مدمن للكحول والمخدارت اعاذكم الله.
مر عام وهي تعاني
لا اخ يرحم ولا زوج يسئل
فأخذت تستجدي الناس لتطعم نفسها وابنتها
وبعد عامين او اقل عاد زوجها ليزرع في احشائها بذرة شقاء اخرى ويرحل بعد ان أخذ كل ما جمعته في عامها من مال ليصرفه في ملذاته
واستمر شقائها الى هذا اليوم وهو يأتيها بين العامين مرة ليأخذ المقسوم ،ويزرع في أحشائها بذرة شقاء اخرى
الى ان بلغ عدد البذور 8
اي شقاء هذا تعانية هذه الصابرة
لقد سعت في جميع اعوامها هذه في ان تنتشل ابناءها من فوهة الضياع، واخذت تستجدي من هم أكبر من الناس العاديين
حيث سعت بكل ما تملك من طاقات ان تستجدي الدولة لانتشالها من معاناتها، وبالفعل تم ذلك في ان اعطتها الحكومة بيتاً صغيراً يأويها واطفالها
بلغ عمر ابنتها 15 عاماً فتقدم لها ابن عمتها وتزوجها
وفي خلال اربعة اعوام انجبت ثلاثة اطفال وهي تبلغ الان 19 عاماً
لن اطيل عليكم الاحداث
أًصيبت الام المكافحة بمرض خطير وتعرضت للشلل إثره، واصبحت مقعدة يجرها ابنها البالغ من العمر 16 عاما من مستشفى الى اخر، وهي من تدبر امر ارشاده لانه غير سوي عقلياً بعض الشيء حيث ان تفكيره تفكير طفل في العاشرة من عمره فقط
حتى تمكن منها المرض وذوت فيخيل لناظرها انها اصبحت بعمر 70 عاما
وهي في نهاية الاربعينات فقط
رأيتها ذات يوم وبكيت رثاءاً لحالها ، عندما سلمت عليها وهي خارجه مع ابنها من احد المستشفيات الحكومية وفوق رجلها تضع كيساً كبيراً من الادوية.
وبين دموعي الان اخبركم بأن هذه المرأة وفي هذه اللحظة فقط اي في هذا اليوم الاربعاء الموافق 30/1/2008 ،و في هذه الساعة وهي الواحدة ظهراً بتوقيت البحرين
تم وضع هذه المرأة في لحدها الاخير.
رحمها الله
آآآآآآآآآه وأي ضياع هذا!!
وإلى اين سيأول امر بذور الضياع؟؟
من سيربيهم
اخت تبلغ من العمر 19 عاماً ولديها مسئولية ثلاثة اطفال.
ام اخ يبلغ 16 عاماً وهو متخلف عقلياً بعض الشيء ومعاق خلقياً .
لا يمكنني في هذه اللحظة سوى ان أقول
الله لن يضيعهم
ورحمها الله من ام مكافحة
وساعد الله بذور الشقاء على مكافحة قسوة الحياة
همسة اخيرة
لقد كانت هذه المرأة معلمتي في الصغر حيث تعلمت تلاوة القرآن الكريم على يدها
رحمها الله
شكراً لاصغائكم
واعذروني فما انا الا هاوية لكتابة القصة ولست بكاتبة
وما انا الا كاتبة خواطر
30/1/2008
اختكم
اطياف وردية